فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية
إنَّ مجردَ الشعورِ بالألمِ لا يكفي في تشخيصِ الاصابة مالم يتمْ الكشفُ عن موضِعِها وتشخيصِ عُمقِها ، ليكونَ ذلكَ دافعاً في مواجهةِ الواقعِ حتى ولو كانَ مُرَّاً ، وتُتَّخَذُ التدابيرُ عن بَصيرةٍ وتُوضعُ الحلولُ والخياراتُ المُتاحَةُ ،
فإمكانيةُ التغييرِ هيَ واقعٌ أيضاً
وليسَ أمراً افتراضياً
تَردِّي القراءةِ والمطالعةِ في عالمنِا العربيِّ واقعٌ وحقيقةٌ مُرعبةٌ
ونعني بالقراءةِ والمطالعةِ هيَ تغذيةُ النَفسِ بالمعلوماتِ والمعارفِ عِبرَ الكُتُبِ ويُراعى فيها كميةُ ونوعيّةُ المؤلفاتِ تحتَ سقفٍ زمنيٍّ مُنتَظِمٍ ومُحَدَّدٍ
فالإحصائياتُ التي تتحدثُ عن نسبةِ القراءةِ والمطالعةِ في العالمِ العربيِّ إحصائياتٌ مُخجِلةٌ
فأمَّةُ إقرأ لم تعُدْ كذلكَ !!!!
فبِحَسبِ الاحصائياتِ والتقارير ِالتنمويةِ والثقافيةِ التي اعتمدَتها اليونسكو فإنَّ مستوى القراءةِ مُقارنةً بدولٍ غيرِ عربيةٍ
هوَ مستوىً سيءٌ جداً
رُبما.. تكونُ هذهِ الاحصائياتُ لم تُراعَ فيها موضوعيةُ المقارنةِ بشكلٍ دقيقٍ كملاحظةِ الحالةِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ والمُناخيةِ ، إلا إنَّ الواقعَ يتحدثُ والعِيانَ يُغنِي عن البيانِ وبإمكانِكَ عزيزيَ المستمعِ أنْ تسألَ نفسَكَ عن عددِ الكُتُبِ التي قرأتَها في السنةِ الماضيةِ ؟ او تسألَ أصدقاءَك ذلكَ السؤالَ ، وحينها ستُدرِكُ حجمَ التقصيرِ في التغذيةِ الفكريةِ على الرُغمِ من إنَّنا لا نُقصِّرُ في تغذيةِ أجسامنا ونخشى عليها من الأمراضِ !!
فمِن أينَ نبدأُ ؟
لعلَّ احدَ العواملِ التي تضعُ بدايةً طيبةً لتنشئةِ جيلٍ يعشقُ المطالعةَ
هو الانطلاقُ من التعليمِ في المدارسِ والجامعاتِ
والتركيزِ على
زرعِ بذرةِ حُبِّ القراءةِ
ومعلومٌ أنَّ المدرسةَ هيَ المنطلقُ الاساسيُّ والأولُ لزرعِ حُبِّ المطالعةِ وتنميةِ الدوافعِ لهذا الغرضِ
لأنَّ المُعلمَ هو المؤسِّسُ والزارعُ والمربي للدوافعِ المعرفيةِ
فإثارةُ روحِ البحثِ والمطالعةِ سببُها هو الجوُّ الذي يَخلِقهُ طاقِمُ التعليمِ في الصفِّ والمدرسةِ والجامعةِ عُموماً
فالمعلمُ النَشِطُ هوَ مَنْ يُتابعُ تطوراتِ العصرِ في مجالِ تقنياتِ الدراسةِ والقراءةِ
إذ لعلَّ هناكَ ابتكاراً جديداً لأساليبِ المطالعةِ والقراءةِ تُعزِّزُ او تُحفِّزُ الطالبَ ليُحِبَّ القراءةَ
وتثيرُ رغبتَهُ في تتبُّعِ الحقائقِ والدراساتِ ليكونَ مكتشفاً ومخترعاً ينفعُ الناسَ ويُقدِّمُ لأبناءِ مجتمَعِهِ خِدمةً ينتَفِعونَ بِها
فأنتَ أيُّها الأستاذُ المُعلِّمُ
والأبُ والمربي ... الفاضلُ :
يقعُ عليكَ الكِفلُ الأكبرُ من المسؤوليةِ في تنشئةِ الأجيالِ على أسمى هدفٍ وهو جعلُ أفرادِهِ يعشقونَ المطالعةَ والقراءةَ
فالبذرةُ ستكونُ غداً شجرةً مُثمرةً ...